کد مطلب:241054 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:108

یطلبون المرعی فلا یجدونه
روی الشیخ الصدوق بإسناده عن ابن فضال عن أبیه عن أبی الحسن علی بن موسی الرضا علیهماالسلام أنه قال:

«كأنی بالشیعة عند فقدهم الثالث من ولدی یطلبون المرعی و لایجدونه، قلت له و لم ذلك یا ابن رسول الله؟ قال: لأن إمامهم یغیب عنهم، قلت: و لم؟ قال: لئلا یكون فی عنقه لأحد بیعة إذا قام بالسیف» [1] .

نظیر المثل ما جاء فی الحدیث المروی عن أمیرالمؤمنین مع اختلاف یسیر قال علیه السلام: «كأنی بكم تجولون جولان النعم تطلبون المرعی فلا تجدونه» [2] .

و هذا مثل یمثل حال الشیعة فی غیبة إمامهم المهدی یفقدونه و یطلبونه فلا یجدونه كما تفقد النعم الراعی لیرعاها فتطلب المرعی فلا تجده و لاماء فترده؛ لأن الفراغ الذی فی البشر لاتسده المقاییس المادیة و لاغیرها من الطرق غیر السماویة التضمینیة لعدم ضمانه السالم من النقص و العیب و الخلل فالمسلمون عامة و الشیعة خاصة فی أزمان الفترات عند فقد المعصوم من آل محمد الذی هو الفقد الكامل للكمالات كلها حتی الكمالات الإنسانیة مصابون بمصیبة فقد الكمال و المعرفة الكافیة بكل شی ء و أهمها المعرفة بالله جل جلاله و سبل الوصول إلیه و لایضمن ذلك كله إلا الأنبیاء و أوصیاؤهم علیهم السلام المبعوثون من أجل هذه المهمة و فی هذه العصور القائم بها هو المهدی المنتظر روحی فداه فطالبو الحق یجولون مرة عند زمرة یسمون بأهل العرفان الناهجین مناهج شتی لم تسلم من الانحرافات فی الأصول و الفروع و عن منهج أهل البیت علیهم السلام و ربما وقع البعض فی مصائدهم كما شاهدناه و مرة عند من لایصلح الرجوع إلیه و إن تحلی بحلی مطلوب و ثالثة البقاء علی ما یترأی الرائی ففی الحقیقة هو الجولان فی الأوهام و بما لایشفی الغلیل، و مثال الكل هو كجولان النعم للحصول علی



[ صفحه 511]



المرعی فلا تجده و لاماء فتروی، و علی الشیعة الثبات علی عقائدهم الحقة و التمسك بالولایة و العمل بما استیقن من الكتاب و السنة القطعیة المرویة عنهم علیهم السلام و التوسل بالمهدی عجل الله فرجه و الدعاء له بالفرج و لیذكروا حدیث الثقلین كتاب الله و العتره [3] الطاهرة الضامن لمن یتمسك بهما عدم الضلال و المحذر للمختلف عنهما بالهلاك و فیه بشارة و دلالة علی بقائهما إلی آخر الدهر و عدم افتراقهما حتی یردا علی النبی الحوض فی القیامة فلیطمئن المؤمنون بذلك و لینتظروا خروج صاحب الكتاب و قیامه المبارك. اللهم أرنا أیامه الزاهرة فی الدنیا و الآخرة.



یا سائرا زائرا إلی طوس

مشهد طهر و أرض تقدیس



أبلغ سلامی الرضا و حط علی

أكرم رمس لخیر مرموس



و الله و الله حلفة صدرت

من مخلص فی الولاء مغموس



إنی لو كنت مالكا أرنی

كان بطوس الغناء تعریسی



و كنت أمضی العزیم مرتحلا

منتسفا فیه قوة العیس



لمشهد بالزكاء ملتحف

و بالسنی و السناء مأنوس



یا سیدی و ابن سادتی ضحكت

وجوه دهری بعقب تعبیس



لما رأیت النواصب انتكست

رایاتها فی زمان تنكیس



صدعت بالحق فی ولائكم

و الحق مذ كان غیر مبخوس



یا ابن النبی الذی به قم

-ع الله ظهور الجبابر الشوس



و ابن الوصی الذی تقدم فی الف-

ضل علی البزل القناعیس



و حائز الفخر غیر منتقص

و لابس المجد غیر تلبیس



إن بنی النصب كالیهود و قد

یخلط تهوید هم بتمجیس



كم دفنوا فی القبور من نجس

أولی به الطرح فی النواویس



عالمهم عند ما أباحثه

فی جلد ثور و مسك جاموس



إذا تأملت شوم جبهته

عرفت فیها إشراك إبلیس



لم یعلموا و الأذان یرفعكم

صوت أذان أم قرع ناقوس؟





[ صفحه 512]





أنتم حبال الیقین أعلقها

ما وصل العمر حبل تنفیس



كم فرقة فیكم تفكرنی

ذللت هاماتها بتفطیس



قمعتها بالحجاج فانخذلت

تجفل عنی بطیر منحوس



إن ابن عباد استجار بكم

فما یخاف اللیوث فی الخیس



كونوا یا سادتی وسائله

یفسح له الله فی الفرادیس



كم مدحة فیكم یحبرها

كأنها حلة الطواویس



و هذه كم یقول قارئها

قد نثر الدر فی القراطیس



یملك رق القریض قائلها

ملك سلیمان عرش بلقیس



بلغه الله ما یؤمله

حتی یزور الإمام فی طوس



روی الشیخ الصدوق هذه القصیدة السینیة للصاحب إسماعیل بن عباد الموالی لأهل البیت علیهم السلام [4] و من أشعاره:



أنا و جمیع من فوق التراب

فداء تراب نعل أبی تراب [5] .



اللهم صل علی محمد و آل محمد و لاسیما الإمام المهدی المنتظر الذی فداه جده الإمام الرضا علیهماالسلام بقوله: «... بأبی و أمی سمی جدی، و شبیهی و شبیه موسی بن عمران علیه السلام، علیه جیوب النور تتوقد بشعاع ضیاء القدس...». [6] و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.


[1] عيون الأخبار 213:1، العلل 245:1.

[2] إثبات الهداة 463:3، و حرف التاء مع الجيم من الأمثال و الحكم العلوية.

[3] المجلد الخاص به من عبقات الأنوار، و جامع أحاديث الشيعة 85 - 20/1، المقدمة جاء فيها بتفصيل.

[4] عيون الأخبار 3 - 2/1. ولد ابن عباد 326، و توفي 385 ه-. الكني و الألقاب 404:2 و 408.

[5] في 405 من المصدر نفسه.

[6] عيون الأخبار 6:2، و ذكرناه عند كلمة «صماء صليم» رقم 106، حرف الصاد مع الميم. و لعل في الشبه الموسوي دلالة علي خفاء الولادة، و الغيبة، و لجيوب النور معان منها: سطوع النور من بدنه الطاهر إلي فوق قميصه، و أثوابه تتقد منها الأشعة القدسية إلي العالم فيهتدي بها العباد.